في السادس والعشرين من يوليو الماضي كان العالم على موعد مع نموذج جديد لسيارات المستقبل، عندما قررت شركة راينسبيد السويسرية المتخصصة في صناعة السيارات غير التقليدية خوض تحد جديد بتقديم سيارة برمائية قادرة على عبور القنال الإنجليزي الذي يفصل بين فرنسا وبريطانيا في زمن قياسي لا يتجاوز ثلاث
ساعات و14 دقيقة. ومع نجاح التحدي أكد الخبراء أن راينسبيد سبلاش تمثل بالفعل جيلا جديدا من
سيارات المستقبل التي تستطيع قطع الطرق دون الحاجة إلى الكباري والجسور حيث تستطيع السير على الطرق أو في المياه.
برمائية
الجديد الذي تقدمه راينسبيد سبلاش هو قدرتها على السير في أعالي البحار وليس مجرد عبور الأنهار والمجاري المائية الضيقة وهو تطور جديد في عالم السيارات البرمائية. كما أن السيارة مزودة بمجموعة من الأنظمة الملاحية المتطورة بما ساعدها على عبور واحد من أكثر الممرات المائية ازدحاما في أوروبا وهو القنال الإنجليزي. والحقيقة أن راينسبيد سبلاش 2007 تعتبر جيلا أشد تطورا مقارنة بالنسخة الأصلية من هذا الطراز التي ظهرت لأول مرة في معرض جنيف الدولي للسيارات عام 2004م. فتصميم الهيكل الخارجي للسيارة تم تطويره بحيث يعمل بصورة أفضل سواء في المياه أو في اليابسة. كما أنها مزودة بمحرك متطور من إنتاج شركة ويبير موتورز تصل قوته إلى 140 حصان. كما تستطيع السيارة السير بسرعة 80 كيلومتر في الساعة على سطح الماء وهي سرعة قياسية أيضا.
.. وطائرة
وقد اعتمد مهندسو راينسبيد على مزيج متطور من الكربون المضغوط لبناء جسم السيارة الجديدة حيث تتميز هذه المادة بخفة الوزن والصلابة المتناهية. في الوقت نفسه فإن التصميم المبتكر للهيكل يعطي السيارة قدرة كبيرة على الاتزان سوء على سطح الماء أو على الطرق المرصوفة. ويرى خبراء الشركة السويسرية أنهم قطعوا الخطوة الأولى في الطريق الطويل لتطوير السيارة التي تسير على الأرض وتعوم على سطح الماء وتحلق في الهواء حسب ظروف الطريق والقيادة. وقد أظهر الجيل الأخير من راينسبيد سبلاش الذي جرى اختباره الشهر الماضي الطفرة التي تحققت في هذ المجال، حيث استطاعت السيارة بالفعل الارتفاع عن سطح الماء بمسافة 60 سم تقريبا وهو ما يعني الدخول فعلا في عصر السيارات الطائرة. وقد تمكن مهندسو الشركة من الوصول إلى هذا التطور الخيالي في صناعة السيارات من خلال نظام هيدروليكي يتم التحكم إلكترونيا فيه عبر مصفوفة معقدة من وحدات الاستشعار التي تجعل السيارة ترتفع لمسافة عن سطح الماء وهي تنزلق عليه. ويتم الانتقال بالسيارة من حالة الانزلاق على سطح الماء إلى التحليق في الهواء من خلال التحكم في ستة زعانف هيدروليكية وفقا للسرعة والاتجاه مع الاعتماد على نظام إلكتروني بالغ التطور من أجل الحفاظ على اتزان السيارة أثناء تحليقها في الهواء. في الوقت نفسه فإن هذه الزعانف تساعد على التحكم في سرعة السيارة سواء أثناء الانزلاق على سطح الماء أو عند الارتفاع إلى الهواء. ويمكن للسيارة العمل في الوضع المائي عندما يصل عمق الماء إلى 1.3 متر. وكلما زاد عمق الماء كلما كانت كفاءة السيارة أعلى ولذلك تعطي السيارة أفضل أداء عند السير في مياه بعمق 13 مترا.
صديقة للبيئة
وقد تم تصميم جسم راينسبيد سبلاش لكي تضمن عدم تسرب المياه إلى الداخل في كل الأحوال. وقد تم تزويدها بغرف طفو إضافية لضمان تقليل الجزء الغاطس في المياه إلى أدنى درجة ممكنة. كما تم الاستفادة من تقنيات صناعة السفن والقوارب لتوفير أعلى مستويات الأمن والسلامة لركاب السيارة البرمائية بما في ذلك إضافة مضخات يمكنها إعادة طرد المياه من داخل السيارة إلى البحر في حالة حدوث تسرب لأي سبب من الأسباب سواء إلى قمرة السائق أو إلى غرفة المحرك. كما تم الاستعانة بعدد 14 إطارا مطاطيا لضمان حرية حركة المكونات الميكانيكية وأنظمة التعليق والتوجيه وفي الوقت نفسه عدم السماح بأي تسرب للمياه إلى الداخل.
ومع تزايد الاهتمام بالحفاظ على البيئة فإن المحرك الموجود في راينسبيد سبلاش ينتمي إلى عائلة المحركات صديقة البيئة ويعمل بالغاز الطبيعي وهو من أنظف أنواع الوقود الكربوني حالياً حيث لا يحتوي تقريبا على أي عوادم ملوثة للهواء وهي السيارة البرمائية الأولى من نوعها في العالم التي تعتمد على محرك يعمل بالغاز الطبيعي الذي يعتبره الكثيرون وقود المستقبل النظيف. والمحرك صديق البيئة يعتمد على تكنولوجيا الشحن التوربيني وخفة وزن السيارة نسبيا والذي لا يزيد على 825 كيلوجراما ساعدها في تحقيق معدل تسارع ممتاز. فالسيارة تستطيع الانطلاق على الأرض من سرعة صفر إلى 100 كيلومتر في الساعة خلال 5.9 ثانية. ومن أجل زيادة الإحساس بقوة هذه الابتكار فقد استعان المهندسون بنظام إخراج العادم من إنتاج شركة ريموس مصنوع من الصلب الصقول الذي يعطي صوتا قويا للمحرك.
أما نظام التعليق فقد طورته شركة كيه دبليو أوتوموتيف خصيصا لهذه السيارة لكي يتعامل مع جسم خفيف للغاية فيضمن له الاتزان على الأرض حتى عند الوصول إلى السرعة القصوى التي يكاد يتلاشى عندها وزن السيارة فعليا. والسيارة مجهزة من الداخل لكي تكون قمرة قيادة بحرية وفي الوقت نفسه صالون سيارة تسير على الأرض وربما تحلق في الهواء. كما أن عجلة القيادة صغيرة بما يتناسب مع طبيعة الظروف على تعمل فيها بما في ذلك الانحرافات الحادة على سطح الماء.